دائما ما نمتع أنفسنا بجلد الاخرين وسلبهم حقهم في الاختلاف والتعبير, وما إن تقرع طبول حدث ما , إلا وتوجه أصابع الاتهام للأخر . فانا الوحيد البريء وسط هذا الكم الهائل من المجرمين, فجميعهم مذنبون وانا المعصوم من الخطأ
استمرينا على هذا المنوال الحائل مدة كانت كفيلة بإن تغرس في عقولنا سم الحقد المرير, حتى أصبح كل غريب سبب تعاستي وفشلي في هذه الحياة, اذ رسبت وان صاحبت البطالة, وحتى ان استيقظت على يوم سيء او إمسيت على ليل كئيب, فالأخر يمثل صفعاتي التي اتلقاها واحدة تل والأخرى, بل هو الصفعة في حد ذاتها
اتهام يسقي افواهنا جرعة من الراحة المؤقتة, راحة تفقد نفسها على المدى الطويل, وتمحي ماهية عقلنا ليصبح التبرير جوابا لأسئلة لم تطرح أبدا. فمجرد الاعتقاد أنى ضحية الإخرين كفيل بأن يميت نبض الأمل والتحدي , كفيل بأن يلبسني ثوب الفشل واليأس, فبماذا عساي أن أواجه الحياة وانا مع كل سقوط أنعل الطريق ومن فيها, غير مكترث ان كنت اسير في الاتجاه المراد وبالطريقة الصحيحة, غير سائل عن مصدر التعثر الذي هو في الأصل بسببي
فكل شخص يمثل المحرك الأساسي لحياته, فإما أن أقودها في الاتجاه الذي أطمح الوصول اليه, بغض النظر عن المعيقات التي تعتبر من بين المحطات الأساسية في هذه الدنيا , والتي وجب المرور منها وتجاوزها ,أم ساترك المقود في أياد لا اعرف اتجاهها حتى